الثلاثاء، 14 أبريل 2009


الصفحة الرئيسية > مبادرة «تعليم لمرحلة جديدة» تشجيع للابتكار والإبداع لدى الطلاب
مبادرة «تعليم لمرحلة جديدة» تشجيع للابتكار والإبداع لدى الطلاب

(PDF - 39 KB) تحميل نسخة طباعية النوع: تغطيات إخباريةالتاريخ: 3 أغسطس 2004
تتمتع دولة قطر بالعديد من الثروات الطبيعية مما يسهم في ازدهار اقتصادها الوطنى حاضرا ومستقبلا .. وللحفاظ على نمو ورخاء البلاد ومواكبة لتطورات العصر اولت الدولة ولا تزال اهتماما كبيرا بثروتها الحقيقية والاهم وهى «الابناء»..فكفلت لكل طفل قطرى ان يحصل على افضل تعليم.. لذلك جعلت قطر تطوير التعليم اولوية وطنية وقامت من هذا المنطلق بتبنى مبادرة لتطوير التعليم العام اطلق عليها «تعليم لمرحلة جديدة» في اطار اهتمام حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى بتحديث وتطوير المنظومة التربوية والتعليمية في الدولة باعتبار ذلك اطارا مرجعيا تتحقق بمقتضاه نهضة البلاد. وتهدف هذه المبادرة الى تعزيز مبادىء البلاد وقيمها واولوياتها الوطنية وجعل الصفوف الدراسية مكانا مشوقا للتعليم وتشجيع الطلبة على توظيف اقصى امكانياتهم ومواهبهم واشراك اولياء الامور في العملية التعليمية وتلبية طموحاتهم وتخريج جيل من الشباب مؤهل للجامعات ولسوق العمل محليا وعالميا. فمبادرة تعليم لمرحلة جديدة تعمل على تشجيع الابتكار وتحسين اداء الطالب من خلال استقلالية المدرسة.. ومن هنا فإن مجموعة المدارس المستقلة التى سيتم افتتاحها بدءا من العام الدراسى المقبل هى مدارس تمولها الدولة وتوفر لها الحرية لاختيار فلسفاتها التربوية وطرق تدريسها طالما التزمت بالمعايير الجديدة لمناهج اللغة العربية واللغة الانجليزية والرياضيات والعلوم . فالمدارس المستقلة التى تستعد الدولة لافتتاحها هى مدارس نوعية جديدة تشجع على الابتكار وتهدف لاعداد نشء يواكب تحديات العصر وقادر على العمل في مناخ تنافسى متسارع النمو ومتقدم تكنولوجياً.. وتأتى هذه المدارس كجزء اساسى من الجهود المتكاملة لمبادرة دولة قطر لتطوير التعليم العام في البلاد «تعليم لمرحلة جديدة». وتحقيقا لما سعت اليه دولة قطر وترسيخا لمبدأ المبادرة ستتم ترجمة هذه الجهود على ارض الواقع بتشغيل 12 مدرسة مستقلة جديدة في شهر سبتمبر المقبل مع بداية العام الدراسى الجديد 2004/2005م . لقد استحدثت قطر اربعة اجهزة للاشراف على خطة تطوير التعليم العام لمساندة تطورها ومراقبة سير عملها بموضوعية.. فالمجلس الاعلى للتعليم هو السلطة العليا المسؤولة عن رسم السياسة التعليمية بالدولة والاشراف على تطويرها.. وهيئة التعليم بالمجلس مخولة بالاشراف وتقديم الدعم اللازم للمدارس المستقلة من خلال تطوير معايير جديدة للمناهج تشجع افضل الممارسات والطرق الحديثة في التدريس مع توفير برامج تطوىر مهنية للمعلمين.. وهيئة التقييم هى الجهة المسؤولة عن اعداد واجراء الاختبارات الموحدة ومراقبة اداء الطلبة والمدارس على حد سواء.. وهيئة التعليم العالى مسؤولة عن المنح والبعثات الدراسية.. كما توفر معلومات عن خيارات التعليم الجامعى في قطر وخارجها للراغبين في مواصلة دراساتهم الجامعية. فالمدارس المستقلة هى مدارس ممولة حكوميا بدعم واشراف هيئة التعليم بالمجلس الاعلى للتعليم ومستقلة استقلالا تاما عن وزارة التربية والتعليم وتهدف الى خلق بيئة تعليمية تركز على الطالب وتوفر له تعليما يمكنه من تحقيق افضل النتائج العلمية والارتقاء بأدائه الى مستوى يمكنه من الالتحاق بالجامعات النوعية عالميا واعداده ليكون مواطنا فاعلا في المجتمع. وبالرغم من ان لكل مدرسة مستقلة فلسفة خاصة بها الا ان الاهتمام سوف ينصب على تنمية قدرات الطلاب في التفكير النقدى واتخاذ القرار وحل المشكلات والعمل الجماعى والابداع في التعلم والقدرة على استخدام الوسائل التكنولوجية والتواصل الفعال. وستطبق المدارس المستقلة معايير جديدة للمناهج معتمدة من هيئة التعليم في اللغتين العربية والانجليزية والرياضيات والعلوم لكون تبنى هذه المعايير يساعد على ان يتلقى الطلاب بدولة قطر تعليما يضاهى التعليم الذى يتلقاه نظراؤهم في دول العالم المتقدم. وقد اعتمد المجلس الاعلى للتعليم مؤخرا اصحاب تراخيص المدارس المستقلة الذين سيقومون بتشغيلها في العام الاكاديمى القادم وتشمل 7 مدارس ابتدائية ومدرستين اعداديتين ومجمعين تربويين ومدرسة ثانوية تقنية.. والتعليم في هذه المدارس مجانا للقطريين وكل من له الحق في التعليم العام . وبما ان لكل مدرسة مستقلة الحرية في اختيار خطتها التعليمية وهيكلها الادارى والتدريسى الا انها يجب ان تلتزم بالضوابط الاكاديمية والآليات المالية والادارية المنصوص عليها في الاتفاقيات المبرمة مع هيئة التعليم علما ان التقييم السنوى لاداء الطلاب سيوضح مدى تطبيق المدارس لمعايير المناهج المعتمدة دوليا.. ولضمان تحقيق المسؤولية والمحاسبية في كل مدرسة فإن اصحاب التراخيص ملزمون برفع تقارير مالية دورية والالتزام بالتدقيق المالى السنوى من قبل مدققين مستقلين. ان المدارس المستقلة التى ينشئها المجلس الاعلى للتعليم باشراف هيئة التعليم به تشمل كافة المراحل التعليمية «ابتدائى واعدادى وثانوي».. وتم تصميمها لتوفر بيئة تعليمية خلاقة محور تركيزها هو الطالب وتسمح في ذات الوقت لأولياء الامور باختيار المدارس التى تتوافق مع احتياجات ابنائهم. وعلى كل مدرسة مستقلة ان تضع خطتها التعليمية وطرق التدريس المناسبة لها بالاضافة الى العمل على تفعيل مشاركة اولياء الامور.. وتقوم المدارس المستقلة باختيار وتعيين هيئاتها التدريسية والادارية. ولتطبيق مبدأ المحاسبية ستقوم هيئتا التقييم والتعليم التابعتان للمجلس الاعلى للتعليم بتقييم مستمر لاداء تلك المدارس عبر وسائل تقييم متعددة تشمل مثلا التدقيق المالى واستبيانات مديرى المدارس والمعلمين واولياء الامور اضافة الى اختبارات سنوية الزامية لكافة الطلاب تتماشى مع معايير المناهج المعدة من قبل هيئة التعليم في المواد الاربع المذكورة «اللغتان العربية والانجليزية والرياضيات والعلوم».. وبالاضافة الى هذه المواد الدراسية الاربع ستقوم جميع المدارس المستقلة بتدريس المواد الدراسية الاخرى المعهودة مثل التربية الاسلامية والحاسب الآلي والمواد الاخرى التى تتماشى وفلسفة كل مدرسة. ان المدارس المستقلة التى ستفتح ابوابها في سبتمبر المقبل لن تكون مختلطة.. كما ان الاختلاط ليس هدفا او توجها لمبادرة تعليم لمرحلة جديدة.. لكن هذه المدارس تقدم برامج تربوية نوعية للطلاب.. كما ستوفر بعضها خدمات للطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة. يمكن القول في ختام هذا الملف ان المدارس المستقلة تعتبر العنصر الاساسى في مبادرة تطوير التعليم العام في دولة قطر حيث ان هذه المبادرة تعتمد على عنصرين هما انشاء مدارس مستقلة مدعومة حكوميا ونظام تقويم تربوى سنوى واجراء استبيانات دورية لاستطلاع آراء المتأثرين بالعلمية التعليمية لمراقبة اداء المدارس وتحسين نوعية تعليم الطلاب.. ومن المهم الاشارة الى ان مبادرة تعليم لمرحلة جديدة ترتكز على اربعة مبادىء رئيسية هى الاستقلالية والمحاسبية والتنوع والاختيار. وفى هذا الاطار كما سلف فإن اهداف المدارس المستقلة تركز على تبنى فلسفات تعليمية تشجع على الابداع والابتكار وجعل حب العلم والتعلم الذاتى والمستمر مدى الحياة مشوقا للطالب بما يحقق في اطار المبادرة نقلة نوعية منظمة وبعيدة المدى للنظام التعليمى بالدولة للوصول بمستوى المدارس الى مستوى مرموق تتطلع اليه بقية دول العالم.. فاهتمام قطر بالتعليم يمثل استثمارا لبناء الانسان القطرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق