الثلاثاء، 14 أبريل 2009

: عبدالاله المهدبة

يحضى التعليم في بلادنا بأولوية خاصة، باعتباره شرطا ضروريا لتحقيق تنمية منشودة في ظل تنافسية عالمية أصبحت تضع مستوى إنتاج المنظومة التربوية معيار للحكم على مردودية الدول، فالدول التي تستطيع أن تجعل من المنظومة ورشا للإنتاج بالبحث عن الكفاءات والأفكار البناءة وتشجيعها واستثمارها وجعلها تخدم مصلحة هاته الدول هي دول منتجة مقارنة مع الدول التي تستنزف فيها المنظومة التعليمية حصة مهمة من الموارد المالية دون مردودية تذكر.

في هذا الإطار يمكن القول أن مرحلة التعليم العالي تعد مؤهلا حقيقيا وأساسيا يخوض رهانا أصعب من مراحل التعليم الأخرى، نظرا لما توفره الجامعة من أدوات أولية يمكن العمل على تطويرها لتشجيع البحث والابتكار والإنتاجية , والتعليم العالي ببلادنا أصبح لزاما على كل الفاعلين سواء أكانوا: طلبة- أساتذة- أكاديميين- جمعويين التفكير في إيجاد أدوات وصيغ عمل، تجعل من الجامعة المغربية أكثر فعالية وإنتاجية.

إن المكون الطلابي المغربي اليوم ملقى على عاتقه واجب و مسؤولية تطوير المشهد الجامعي وجعله أكثر إشعاعا باعتباره المكون الرئيسي الحاسم في تقييم أداء الجامعة والطرف الأساس في معادلة تحديث وعصرنة قطاع التعليم العالي، وهذا ما يستدعي البحث عن فضاءات أكثر استقلالية تشكل فضاءا حرا وورشا مفتوحا، قصد استثمارها والاستفادة منها محليا ووطنيا، بهدف جعل الجامعة ومحيطها ورش إنتاج، تشكل فيها المبادرات الطلابية مواد أولية.

ولعل رهان جعل الجامعة أكثر إنتاجية، يستدعي تعميق استقلاليتها والارتقاء بآليات الحكامة الجيدة وجعلها تنخرط في مسنوى التنافسية الدولية، وذلك عبر حث الطلبة على البحث والخلق والابداع والابتكار وإبراز مواهبهم وقدراتهم حتى لا تظل الجامعة فقط فضاء لمنح شواهد التخرج، وإنما هي محطة لاكتشاف الكفاءات وبناء المشاريع التي يجب تقويمها في إطار علاقة تعاقدية مع الدولة ثم إن الجامعة المغربية اليوم تنتظرها تحديات كبرى مرتبطة بتطوير البحث العلمي والابتكار بوصفها قاطرة للنمو الاقتصادي والتنمية،و هو خيار ضروري وليس مجرد ترف فكري، حتى وإن تعلق الأمر بمجتمع يعاني من نسبة عالية من الأمية، ومن ضعف جودة التعليم الأساسي، لذا تظل تنمية البحث العلمي هدفا في متناول بلد كالمغرب، وذلك بالعمل على ثلاث واجهات أساسية:

توسيع القاعدة العلمية للبلاد عبر الاهتمام بالباحثين عن طريق خلق مشاريع وطنية للبحث العلمي.

مد القنوات والجسور مع المراكز العالمية للابتكار العلمي، عن طريق عقد شراكات ذات قيمة مضافة وعالية مع مراكز البحث الدولية على أساس مبدأ الفائدة المتبادلة .

توطيد وإطلاق مبادرات موجهة للبحث والابتكار،عبر خلق آليات تشجيعية ومحفزات مادية بتعاون مع النسيج المقاولاتي والقيام بتدابير ضريبية ملائمة وتوفير حاضنات للمقاولة داخل الجامعة.

إن طموحنا اليوم كطلبة باحثين هو تحريك وثيرة إنتاجية جامعتنا، وجعلها قاطرة حقيقية للنمو الاقتصادي والتنمية المستدامة، ولن يتأتى ذلك إلا من خلال تعبئة كافة مكونات القطاع الطلابي وجعله في خدمة تنمية البحث العلمي من داخل الجامعة وخارجها عن طريق تشجيع المساهمات الطلابية مهما تعددت وتشعبت مجالات تدخلها.

حقيقة قضينا سنوات مهمة من داخل الجامعة ولا زلنا ولا زالت لنا تجارب ومساهمات عدة مع زملائنا الطلبة تهدف إلى إغناء المنتوج الطلابي من داخل الجامعة وخارجها، واكتشافنا شيئا أساسيا، وهو أن الجامعة المغربية تزخر برأسمال ضخم مكون من ملكات البحث والابتكار المتوفرة لدى طلبة الجامعة، إلا أنها ومع كامل الأسف لا تحظى بفرصة للاكتشاف فتوأد قبل اكتشافها مع تعاقب السنوات الجامعية فيندثر هذا الرأسمال دون استثمار

بقلم : عبدالإله المهدبة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق