الثلاثاء، 14 أبريل 2009

أكد انطلاق مرحلة جديدة لمسيرة الموهبة والإبداع في المملكة..د. العبيد:
استراتيجية "وطنية" لتحقيق "رؤية الملك" بقيام مجتمع مبدع
كشفت مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة" عن تفاصيل استراتيجية وخطة الموهبة والإبداع ودعم الابتكار التي أعدتها المؤسسة وأقرها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رئيس مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع يوم الجمعة الماضي بما في ذلك الرؤية المستقبلية والخطة التنفيذية الخمسية للمؤسسة.

وأوضح الدكتور عبد الله بن صالح العبيد نائب رئيس المؤسسة في مؤتمر صحفي عقد أمس الأول السبت في مقر المؤسسة في الرياض بمشاركة الدكتور خالد بن عبد الله السبتي الأمين العام للمؤسسة، أن الموافقة السامية الكريمة على الخطة تؤكد حرص ولاة الأمر على استشراف المستقبل وتفعيل كل عناصر القوة الاقتصادية للمملكة وتحقيق الطموحات التنموية على المدى المتوسط والبعيد.

ورفع العبيد جزيل الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين رئيس المؤسسة على موافقته الكريمة بإقرار استراتيجية وخطة الموهبة والإبداع ودعم الابتكار في المملكة التي أعدتها موهبة بالتعاون مع استشاري عالمي.

وعد نائب رئيس المؤسسة تأكيد خادم الحرمين الشريفين على أهمية الرسالة الوطنية الاستراتيجية لمؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع في دعم بناء وتطوير بيئة ومجتمع الإبداع في مفهومه الشامل في المملكة بمثابة وسام الشرف على صدور جميع منسوبي المؤسسة. وقال العبيد " سنعمل بمشيئة الله على تحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين لدعم قيام مجتمع معرفي مبدع منتج، وأن تقوم المؤسسة بتحقيق أهدافها".

وأضاف نائب رئيس المؤسسة "إن الاستراتيجية تمثل انطلاق مرحلة جديدة في مسيرة الموهبة والإبداع والابتكار في المملكة، حيث تركز الخطة بشكل رئيس على مسارات التنمية والاقتصاد الوطني في المملكة، ولدعم الأولويات والخطط التنموية الوطنية، من خلال العمل من منطلق أن السمة الرئيسة للسنوات المقبلة للمملكة هي الإبداع والابتكار والتميز"، لافتا إلى أن "موهبة" تستند إلى توجيهات خادم الحرمين الشريفين رئيس المؤسسة، الصادرة بتاريخ 18/3/1427هـ بشأن التأكيد على الدور والرسالة الوطنية للمؤسسة في بناء وتطوير بيئة ومجتمع الإبداع بمفهومه الشامل في المملكة لكي يتمكن الموهوبون بفئاتهم المختلفة من استثمار مواهبهم لخدمة الوطن.

ووصف الاستراتيجية بأنها رؤية وطنية مستقبلية للـ15 سنة المقبلة "رؤية 1444 هــ / رؤية 2022م "، مبينا أنها تشمل خمس مبادرات رئيسة تركز على العلوم والتقنية والمبادرة والإدارة بشكل رئيس، بغرض إيجاد مجتمع مبدع ورعاية نحو 40 ألف موهوب وموهوبة، واستفادة أكثر من 80 ألف طالب وطالبة، وما يقارب 3 في المائة من المجتمع السعودي، تنطلق من تحليل سلسلة القيمة لمنظومة الابتكار والإبداع الوطني، مستفيدة من التجارب الدولية ذات العلاقة، وتتسع لتشمل جميع مناطق المملكة، شاملة الذكور والإناث بمختلف أعمارهم ومستوياتهم التعليمية، وذلك لدعم التحول إلى مجتمع المعرفة، ودعم النظام الوطني للابتكار، وتعزيز نجاح الخطط والمشاريع الوطنية المختلفة.

وأشار إلى أن المملكة تتعامل مع مؤثرات وتحديات محلية وعالمية، محدداً أبرز تلك المؤثرات ذات العلاقة وهي: التنافس العالمي على الكوادر المتميزة، التحول إلى مجتمع المعرفة، العضوية في منظمة التجارة العالمية، النسبة العالية من فئة الشباب في المملكة، وذلك من خلال تنفيذ عدد من الخطط والمشاريع ومن أبرزها: خطط التنمية، وإنشاء العديد من الجامعات وعلى رأسها جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، والخطة الوطنية للعلوم والتقنية، والمشاريع والخطط الاقتصادية والمشاريع والخطط الصناعية ومشاريع الاتصالات وتقنية المعلومات و المشاريع والخطط الصحية والتعليمية، والمتابعة والتقويم المستمر للمستجدات.

وقال نائب رئيس "موهبة" "إن الخطط والمشاريع الاستراتيجية للمؤسسة ستحقق ازدهارا ونمو اقتصادياً كبيرا، وستدعم التحول إلى مجتمع المعرفة، وتزيد الناتج المحلي الإجمالي، إضافة إلى استحداث أعداد كبيرة من الوظائف، حيث يتطلب تنفيذ هذه الخطط أعدادا كبيرة من الكفاءات والكوادر الوطنية الشابة والموهوبة والمبدعة، ومن هنا تهدف استراتيجية وخطة الموهبة والإبداع ودعم الابتكار إلى تأهيل أعدد كبيرة من القيادات والكوادر الشابة الوطنية الموهوبة والمبدعة لتعزيز نجاح هذه الخطط والمشاريع، وبالتالي التعامل مع هذه المؤثرات والتحديات المشار إليها سابقا".

وأبان العبيد أن الدور الوطني للمؤسسة يتمثل في دعم التحول إلى مجتمع المعرفة ودعم النظام الوطني للابتكار، على أن يكون تنفيذ الخطة من خلال التنسيق والتمكين والتعاون والتحفيز لشركاء محليين ودوليين، موضحا أن أبرز الشركاء المحليين والدوليين جهات حكومية ذات علاقة مثل وزارة التعليم العالي والجامعات السعودية، ووزارة التربية والتعليم، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، فضلا عن المؤسسات الوطنية الرائدة مثل جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وشركة أرامكو السعودية، وشركة سابك، والمدارس الأهلية، والشركات، والجهات الدولية مثل المراكز العالمية لرعاية الموهبة والإبداع، والجامعات العالمية، شركات عالمية، و المعارض والمسابقات الدولية.

من جهته عبر الدكتور خالد بن عبد الله السبتي الأمين العام لموهبة عن بالغ شكره وامتنانه ومنسوبي المؤسسة عن الدعم غير المحدود الذي تجده المؤسسة دوما من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، رئيس المؤسسة ومن ولي عهده، وحرص ولاة الأمر على تمكين المؤسسة من أداء الرسالة المنوطة بها بما في ذلك تهيئة ودعم بناء المجتمع السعودي على أسس من الموهبة والإبداع والابتكار.

وأشار السبتي إلى أن إعداد إستراتيجية وخطة الموهبة والإبداع ودعم الابتكار تكون من ثلاث مراحل رئيسة: المرحلة الأولى هي الرؤية التفصيلية واستغرقت تسعة أسابيع، المرحلة الثانية تتمثل في توحيد الاستراتيجية واستغرقت أربعة أسابيع، والمرحلة الثالثة تكمن في الاستراتيجية والخطة التنفيذية واستغرقت عشرة أسابيع، حيث شملت الخطة التنفيذية للسنوات الخمس، والبرنامج التفصيلي لمدة سنتين.

وأضاف السبتي أنه تم الانتهاء من مقابلة أكثر من 100 فرد، ومراجعة أكثر من 90 وثيقة، ودراسة أكثر من 90 مؤسسة في الموهبة والإبداع والابتكار في 20 دولة ، والتركيز على 20 مؤسسة في ست دول، وزيارة أكثر من 20 مؤسسة في آسيا وأوروبا، وزيارة عدد من المؤسسات الحكومية والخاصة، وإقامة أكثر من عشر ورش عمل مختلفة، إضافة إلى خضوع الخطة إلى تقويم من قبل خبراء محليين ودوليين.

وشرح الدكتور السبتي المبادرات الخمس الرئيسة للخطة مبينا أنها تضم مبادرة الشراكة مع المدارس المتميزة، ومبادرة موهبة للبرامج والفعاليات الإثرائية، ومبادرة القيادات الشابة ، ومبادرة بيئة العمل المبدعة، ومبادرة التوعية ورفع الوعي.

وأكد السبتي أن مبادرة موهبة للشراكة مع المدارس تهدف إلى وضع معايير لاختيار المدارس للشراكة في رعاية الموهوبين ووجود مناهج وبرامج لرعاية الموهوبين ودعمهم وتصميم مناهج تركز على الرياضيات والعلوم ومواد الحاسب واللغة الإنجليزية، في pين تتضمن مبادرة البرامج والفعاليات الإثرائية برامج ما بعد الدوام المدرسي والبرامج الصيفية المحلية والبرامج الصيفية الدولية والمسابقات والجوائز، وتستهدف تعريض الطلاب للمشاركة في المجالات والفعاليات المختلقة والتدريب الذهني واليدوي المباشر لفهم متطلبات المناهج، وتوسيع دائرة المعرفة، وإدراك الطالب ، وزرع القيادة، وفن التعامل، والثقة في الطلاب، وتعلم فن الاتصال، بجانب تكوين وتطوير مهارات التفكير الإيجابي والإبداعي والتعرف على أهمية الوقت، وحسن استخدام الموارد، كما تسعى إلى تعليم الطلاب كيفية اكتشاف أنفسهم ومواهبهم بما يساعدهم على تحديد ميولهم واختيار دراساتهم و تخصصاتهم في المستقبل، إضافة إلى فهم متطلبات المناهج بطريقة علمية توسع مدارك الفهم والتفكير إلى ما وراء المناهج المقررة ، في حين تسعى مبادرات القيادات الشابة وبيئة العمل المبدعة، والتوعية ورفع الوعي، إلى تحقيق عدد من الأهداف منها زرع القيادة في روح الطلاب، وزيادة الوعي بأهمية الابتكار والإبداع عبر برامج وورش عمل وإعداد آلية لقياس الابتكار والإبداع في بيئات العمل، ونشر التطبيقات المثلى للبيئات الابتكارية في الشركات، بجانب عمل نماذج لبرامج تدريبية للتطبيقات الإبداعية للشركات، والتعرف على طلاب موهوبين وتهيئة البيئة المناسبة لهم، ودعم الطالب الموهوب وأسرته، وتعميم مفهوم رعاية الموهبة في المجتمع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق