الثلاثاء، 14 أبريل 2009

تقارير
--------------------------------------------------------------------------------


بدأت محلية فخليجية ثم عربية جائزة حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز
بقلم :.المعرفة - خاص 2008-12-24م 26 /12 /1429هـ
تحتاج المجتمعات النامية، والساعية إلى النمو، إلى تطوير آليات مؤثرة لانتقاء الناجحين وتفعيل نجاحاتهم، ليجني المجتمع بأثره ثمرة هذا النجاح، وتندفع عجلة التقدم والنماء.

هذه الحقيقة أدركتها بشكل مبكر المجتمعات المتقدمة، فعملت على بناء هذه الآليات وتطويرها عبر تجارب عديدة أسهمت بشكل كبير في بناء هذه المجتمعات وصناعة تقدمها. وفي مقدمة هذه الآليات، تأتي الجوائز كأحد أهم عوامل التحفيز على الإبداع والتميز، واستثمار طاقات النجاح الفردي لتعم فوائدها كل قطاعات المجتمع.

وإذا كان نوبل قد أنشأ جائزته، - كردة فعل - ليكفر بها عن إنجازه العلمي المدمر، فإن ما نشأ بعده من جوائز - في الدول المتقدمة - جاء كفعل واع يسعى إلى بناء ثقافة التميز والنجاح، وصناعة التقدم والنماء لكل المجتمع. ورغبة في محاكاة الغرب أحيانًا، وشعورًا بالحاجة الحضارية أحيانًا أخرى، سارت خطى الدول العربية على طريق استحداث الجوائز التي تناسلت بشكل كبير وأسهمت - رغم الأصوات المتحفظة - في بناء مساحات من التميز وجو من التنافس.

ورغم أن موضوعنا هو جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، إلا أنه من الضروري في هذا السياق أن نطل على عالم الجوائز في منطقة الخليج عامة وفي دولة الإمارات بشكل خاص لفهم الواقع الثقافي والمناخ العام الذي نشأت فيه هذه الجائزة، ونرى من قريب خريطة الأفق الذي يسطع فيه هذا النجم.

فمن قطر انطلقت جائزة قطر للرواية العربية، وقدرها ثلاثة ملايين دولار، وفي الإمارات أعلن الشيخ خليفة بن زايد عن جائزة الشيخ زايد للكتاب، وقدرها سبعة ملايين درهم إماراتي، بالإضافة إلى وجود جوائز راسخة على رأسها العويس ورابطة فتيات الشارقة.

وفي السعودية توجد العديد من الجوائز، كجوائز: الملك فيصل العالمية، محمد حسن فقي، عبدالله باشراحيل، وجائزة بن تركي للإبداع الشعري. وفي الكويت توجد جائزة الكويت للتقدم العلمي، والبابطين، وسعاد الصباح.

وعلى خلفية الغلبة الملفتة للجوائز المخصصة للإبداع الأدبي فقد علت العديد من الأصوات تطالب بتنوع مجالات الجوائز كي لا تقتصر على الإنتاج الأدبي الثقافي فحسب، ولتشمل الجوانب العلمية، التي تفتقد التمويل والتشجيع والرعاية في عالمنا العربي.

وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى جائزة الملك فيصل التي تخصص بعض فروعها للإنتاج العلمي، ولا تقصرها على المبدعين العرب، وكذلك جائزة شومان الموجهة لتشجيع العلماء الشبان، غير أننا بحاجة لمئات الجوائز والمؤسسات التي تشجع العلم.

وتعد جائزة الملك فيصل من أكبر الجوائز العالمية المعنية بخدمة رسالة الإسلام الصحيح ونشره في أرجاء العالم، حيث أردات هذه الجائزة المتميزة أن تخرج عن الكثير من مألوف الجوائز العربية، فهي ليست أدبية على غرار الغالبية الساحقة من الجوائز المعروفة، ولم تحصر نفسها في السعوديين أو العرب وحدهم، وإنما فتحت أبوابها لأصحاب العلم بصرف النظر عن انتماءاتهم، وهو أمر جيد ومشجع أكسبها صيغة عالمية، فمن بين من فاز بهاتين الجائزتين ثمة من وصل إلى نوبل بعد ذلك.

وفي محاولة لاستطلاع حال الجوائز التعليمية، يمكننا أن نرصد جائزة التفوق الدراسي لطلبة التعليم العام، وهي إحدى مبادرات مكتب التربية العربي للعناية بالموهبة والموهوبين، وتشجيع الإبداع والمبدعين، وفتح باب المنافسة أمام المتفوقين، حيث يتم تنظيمها سنويًا، وتشمل مكافآت مالية ودروعًا تذكارية وشهادات للطلاب المكرمين، ويتم تنظيمها بالتنسيق مع وزارات التربية والتعليم في الدول الأعضاء حيث ترشح كل دولة ثلاثة طلاب وثلاث طالبات من المتفوقين في المراحل التعليمية الثلاث: الابتدائية، والمتوسطة، والثانوية بمعدل طالب وطالبة من كل مرحلة، وتهدف الجائزة إلى تعزيز استمرار تفوق الطلبة والطالبات في المراحل الدراسية التالية، وهو ما يجعلهم نموذجًا مثاليًا وقدوة لأقرانهم من الطلبة والطالبات، كما تعزز من الاتصال بين طلبة وطالبات دول الخليج في المجالات العلمية والثقافية والاجتماعية، وكذلك تشجيع الطلاب المتفوقين وتنمية قدراتهم ومواهبهم.

ومن دولة الإمارات العربية المتحدة انطلقت جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، وتجاوزت جوائزها حدود دولة الإمارات إلى جميع دول الخليج العربي، وفي أحد مجالاتها (وهو مجال البحث التربوي التطبيقي) قدمت ثلاث جوائز على مستوى الوطن العربي... وما زالت مسيرتها تتسع في طريقها إلى العالمية عن طريق التنسيق مع مؤسسات الأمم المتحدة المعنية بالثقافة والعلوم (الاليسكو).

وإذا كانت هذه الجائزة التعليمية العملاقة، هي الجائزة الإماراتية الوحيدة التي تتجه إلى العالمية، فإنها ليست الوحيدة في المشهد الثقافي الإماراتي.. حيث تمثل الجوائز جزءًا هامًا م المشهد الثقافي بدولة الإمارات التي تزخر بالعدد الأوفر من جوائز التقدير، وجوائز البحث العلمي والبيئي، والجوائز الاقتصادية والإدارية.

الجوائز الثقافية

تمنح أو يسمح بالمشاركة فيها لأبناء الإمارات وغيرهم، وأهم هذه الجوائز هي:

- جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم - جائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم - جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية - جائزة سلطان العويس للإنجاز الثقافي والعلمي - جائزة العويس للدراسات والابتكار العلمي - جائزة غانم غباش للقصة القصيرة - جائزة الصحافة العربية.

الجوائز التعليمية:

وتمنح تقديرًا لجهود المعلمين والمدارس والطلاب المتفوقين علميًا في جميع مراحل الدراسة حتى المراحل العالية والعليا، وهي على النحو التالي:

جائزة راشد للتفوق العلمي - جائزة خليفة بن زايد للمعلم - جائزة الشيخ خالد بن صقر للتفوق والتعاون الطلابي - جائزة الفهيم لتكريم أوائل الثانوية العامة - جائزة عميد بن كنيش التعليمية.

بالإضافة إلى جوائز يوم العلم التي تمنح بالمناطق التعليمية مثل منطقة الشارقة التعليمية.

جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز

انطلقت هذه الجائزة في عام 1998م عندما أصدر سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية والصناعة بدولة الإمارات العربية المتحدة قرارًا بتخصيص جائزة تسمى «جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز» تتولى مهمة الارتقاء بالأداء التعليمي في كافة مراحله وقطاعاته التابعة لإشراف وزارة التربية والتعليم.

واقتصر النطاق الجغرافي للجائزة في سنتها الأولى على إمارة دبي، وتضمنت تسع فئات هي: المدرسة المتميزة - المعلم المتميز - الطالب المتميز - الأخصائي الاجتماعي المتميز - الموجه المتميز - أفضل ابتكار علمي - أفضل مشروع مطبق, وولي الأمر المتميز، وكان للنجاح المنقطع النظير الذي حققته الجائزة في أول دوراتها والاستجابة المجتمعية المتفاعلة دافعًا لسمو راعي الجائزة نحو قرار سموه بتعميم الجائزة على مستوى جميع الإمارات ورفع سقف قيمتها وأنصبتها, واستحداث فئتين جديدتين هما فئة الإدارة المدرسية المتميزة وفئة المنطقة التعليمية المتميزة، ووصل عدد الجوائز إلى 172 جائزة.

وفي عام 2000م صدر المرسوم السامي من المغفور له بإذن الله الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم - حاكم دبي آنذاك - بإنشاء جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، لتصبح للجائزة شخصيتها المعنوية وتتمتع بالأهلية الكاملة للتصرف وفق أغراضها ونظامها الأساسي.

وفي ختام الدورة الثانية التي كانت في العام نفسه، أصدر سمو راعي الجائزة تعليماته بإضافة فئة جديدة هي المعلم فائق التميز تأكيدًا لمكانة المعلم ورسالته ودوره في بناء الأجيال، كما تم تعديل فئة ولي الأمر المتميز لتصبح الأسرة المتميزة ورفع نصابها إلى 5 وقيمة جائزتها أيضًا.

في مارس من عام 2001م أعلن سمو راعي الجائزة توجيهاته بإنشاء مركز لرعاية الموهوبين والمتميزين يتبع الجائزة, ويكون نواة لاحتضان الموهوبين وتخريج النخب العلمية والفكرية المبدعة.

وفي غضون فترة زمنية قصيرة أصبح المركز عضوًا في المجلس العالمي لرعاية الموهوبين بفضل إنجازاته القيمة.

وفي ختام الدورة الرابعة عام 2002م، أعلن سمو راعي الجائزة إضافة فئتين جديدتين للجائزة هما فئة أفضل بحث تربوي وفئة الإدارة المركزية المتميزة، ليكتمل العقد بشمول الجائزة لكافة عناصر المنظومة التربوية والتعليمية.

وفي بادرة كريمة توج سمو راعي الجائزة اهتمامه ورعايته لقطاع التربية والتعليم بقرار سموه تعميم الجائزة على دول مجلس التعاون الخليجي في فئات الطالب المتميز والمعلم المتميز والمدرسة والإدارة المدرسية المتميزة، وكان ذلك في ختام الدورة الخامسة، لتبدأ بذلك مرحلة تاريخية جديدة من الأداء التعليمي في المنطقة تتمحور فلسفته في محاكاة الإبداع والتميز.

وفي ختام الدورة الثامنة عام 2006م أطلق سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم العنان للجائزة للانطلاق نحو آفاق أوسع، لتعم فائدتها أشقاءنا في الدول العربية، بصدور توجيهات سموه بتعميم جائزة فئة أفضل بحث تربوي على جميع الدول العربية، وتم استحداث فئة جديدة تحت مسمى فئة أفضل بحث تربوي تطبيقي على مستوى الوطن العربي لتكون بذلك الفئة الرابعة عشرة.

وتهدف الجائزة إلى إبراز أهمية قطاع التعليم بشقيه العام والخاص ودورهما الأساسي في المجتمع، وتدعيم مكانتهما بكل الوسائل اللازمة، ومن ذلك على وجه الخصوص ما يلي:

- الارتقاء بمستويات الأداء والإبداع والإجادة في مجال التربية والتعليم.

- تشجيع روح المبادرة والابتكار والتميز في جميع المجالات العلمية والأدبية.

- الإسهام في توفير بيئة وظروف وتعليمية حديثة ومتطورة ومشجعة للابتكار والريادة والتميز.

- تكريم كافة الفئات والجهات ذات العلاقة بقطاع التربية والتعليم من المؤسسات والأفراد الذين يقدمون إنجازات وإبداعات متميزة.

وتتسع دائرة الجائزة إلى دول الخليج العربي عبر ثلاث مجالات هي: المدرسة والإدارة التعليمية المتميزة، المعلم المتميز، والطالب المتميز، أما مجال البحث التربوي المتميز فهو متاح على مستوى الوطن العربي.

وتجدر الإشارة إلى أن المملكة العربية السعودية تشارك في فعاليات الجائزة، حيث يصدر معالي وزير التعليم تعميمًا لجميع إدارات التربية والتعليم للبنين والبنات في المملكة متضمنًا طلب المشاركة في فعاليات الجائزة المتاحة للمنافسات الخليجية والعربية (الطالب - المعلم - المدرسة - والبحث التربوي) حيث تحكم وزاريًا، ثم ترسل إلى إدارة الجائزة في دبي، وللجائزة منسق بالمملكة العربية السعودية، يقوم بمتابعة كل ما يتعلق بالجائزة داخل المملكة، وقد أسفرت مشاركة المملكة في فعاليات الدورة العاشرة عن فوز: مدرسة عمار بن ياسر الابتدائية (فئة المدرسة والإدارة التعليمية المتميزة) وهي تابعة لإدارة التربية والتعليم بمحافظة الأحساء بنين، وفي فئة المعلم المتميز، فاز المعلم/ عبدالله بن عبدالرحمن بن إبرهيم الحبيتر، الإدارة العامة للتربية والتعليم بالمنطقة الشرقية، بنين، وفي فئة الطالب المتميز، فاز الطالب/ ياسر بن أحمد بن مصطفى فرج، الإدارة العامة للتربية والتعليم بالمنطقة الشرقية، بنين، والطالبة/ أمجاد بنت محمد شاكر الدوسري، لإدارة التربية والتعليم بمحافظة الأحساء، بنين.

وللجائزة مجلس أمناء يتألف من رئيس وأمين عام وستة أعضاء يكون أحدهم مديرًا تنفيذيًا للجائزة، ويعتبر الهيئة العليا المسؤولة عن رسم سياسات الجائزة وتنظيمها وإقرار احتياجاتها وبرامجها ومشروعاتها، كما لها منسقون يمثلونها في المناطق التعليمية بالدولة وفي دول مجلس التعاون الخليجي.

ويعمل مجلس الأمناء في إطار معايير وأطر محددة ترسم ضوابط المشاركة والترشح للجائزة، كما تحدد معايير الفوز بها وكيفية التحكيم ومراحله وآلياته.

حققت الجائزة خلال العقد الفائت إنجازات عديدة متميزة تركت بصماتها على الميدان التعليمي وأدائه، وأوجدت لها مكانة متميزة وأصبحت هدفًا لعناصر المنظومة التعليمية، وحققت الريادة في مجال التميز، وانتشرت على مستوى الوطن العربي، وغدت اليوم أحد برامج الجودة التعليمية بفضل معاييرها العالمية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق