الثلاثاء، 14 أبريل 2009

قائمة منشورات الاتحاد

دليل مجلات بحث العلمي الجامعية
يسعى اتحاد جامعات العالم الإسلامي، الذي تحتضنه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، إلى توثيق التعاون بين مؤسسات التعليم العالي في العالم الإسلامي، ويعمل على دعمها من إجل تحقيق تطلعاتها في الوصول إلى مستوى علمي رفيع وتطوير البحوث العلمية التي تضطلع بها. وتحقيقاً لهذه الغاية فقد تضمنت خطة عمل الاتحاد للسنوات 2000-1998 برنامجاً خاصاً بتوفير المعلومات عن مؤسسات التعليم العالي، وذلك بإعداد دليل جامعات العالم الإسلامي، الذي صدر بالفعل. كما تضمنت هذه الخطة إعداد دليل مجلات البحث العلمي الجامعية، وهو الدليل الذي بين يدي القارئ في طبعته الأولى، والغاية منه تيسير تبادل هذه الدوريات بين الجامعات، وتعميم الاطلاع عليها والإفادة منها.
وقد تم إعداد هذا الدليل بعد أن قامت الأمانة العامة لاتحاد جامعات العالم الإسلامي بتوزيع استبيان على جميع الجامعات الأعضاء، وتلقت إجابات من ثلاث وخمسين (53) جامعة في إحدى وعشرين (21) دولة، تتضمن معلومات عن مئتين وسبعة وستين (267) مجلة. ويقدم هذا الدليل معلومات وافية عن مجلات البحث العلمي الجامعية تشمل عنوان كل دورية، واسم مديرها ورئيس تحريرها، وعنوان مقرها كاملاً، ورقم هاتفها وفاكسها وبريدها الإلكتروني، واسم ناشرها وعنوانه، وسنة صدور العدد الأول منها، وعدد مرات صدورها في السنة، ولغتها، وحقول تخصصها، ورقم تسلسلها الدولي، وسعر بيعها، وعدد النسخ التي توزع من كل عدد من أعدادها، وثمن الاشتراك السنوي فيها. وقد تم ترتيب هذه المعلومات طبقاً لتوصية المنظمة العالمية للتقييس، ليسهل تداول البيانات وتخزينها في قواعد المعلومات.


--------------------------------------------------------------------------------


الجامعة ومستقبل العالم الإسلامي
تُبْنَى نهضات الأمم بالعلم، والجامعة هي مصنعُ العقول التي تنتج العلم، وتتفوّق وتبدع فيه، وتعيد صياغة الحياة في جميع مرافقها بالمعرفة العلمية وبالخبرة المهنية وبالتجربة الميدانية التي هي نتاج تراكم المعارف المستخلصة من التحصيل العلمي القائم على الأسس الأكاديمية والدراسة الموضوعية لشتى العلوم.
وكلما نجحت الجامعة في أداء دورها المنوط بها، على النحو الذي يتفق والقواعد الأكاديمية الثابتة، قدّمت إلى المجتمع خدمات نافعة ودعماً قوياً يعزّز جهود القائمين على شؤونه في مختلف ميادين البناء والنماء. وكلما تفوّقت الجامعة في إنجاز أهدافها، كان ذلك نجاحاً للمجتمع في تحقيق رسالة التقدّم على النحو الذي يشمل جميع مجالات الحياة الإنسانية. ولذلك فإن المعايير الجديدة التي تعتمد اليوم في قياس نموّ المجتمعات ومستوى تقدّمها، مدى ما تحققه الجامعات من نجاح في تقديم خدماتها العلمية إلى المجتمع، لا من حيث حجم روادها وأعداد خرّيجيها وضخامة مبانيها، وإنّما من حيث ما تحدثه هذه الجامعات من تأثير فاعل في ميدان البحث العلمي، وفي مجال توجيه أفراد المجتمع نحو الاستفادة من فرص التقدم والارتقاء في مدارج التفوّق والإبداع والابتكار والتجديد والتحديث.

فالجامعات إذن، هي مصانع التقدم المادي والمعنوي، ومحاضن العقول المفكرة، ومشاعل النور الذي يهدي إلى الرقيّ الذي يبدع الحضارة. ولذلك كانت المبادرة التي اتخذتها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة بالتنسيق والتعاون مع الدول الأعضاء، بتأسيس "اتحاد جامعات العالم الإسلامي"، من المبادرات ذات البعد المستقبلي والمدلول الحضاري، فإنشاء جهاز دولي إسلامي يستقطب جامعات العالم الإسلامي، ويجمع فيما بينها، في إطار متكامل منسجم، هو إنجاز يخدم في المقام الأول، مصلحة الجامعة، ويصبّ في الاتجاه المشترك الذي يسير نحوه الجميع، ألا وهو العمل على تطوير الجامعات في البلدان الإسلامية، والرفع من مستوى عطائها العلمي والفكري والثقافي والإبداعي في المجتمعات الإسلامية.

في ضوء هذا، كان المؤتمر الأول لاتحاد جامعات العالم الإسلامي، حريصاً على تنظيم ندوة فكرية علمية متخصصة لمعالجة موضوع "الجامعة وقضايا الأمة الإسلامية"، بمشاركة موسعة من السادة أعضاء المؤتمر، وهم الصفوة المتألقة من علماء الأمة ومفكّريها، من مديري الجامعات ورؤسائها وعمدائها وأساتذتها، الذين قدموا عصارة فكرهم وخلاصة تجربتهم في أبحاث ودراسات وأوراق عمل تمثل في مجموعها مادة فكرية على قدر كبير من الأهمية.

ولقد رأينا أنه من المفيد جداً، أن نخصص العدد الأول من "مجلة اتحاد جامعات العالم الإسلامي"، لنشر البحوث والدراسات والأوراق التي قدمت إلى هذه الندوة ونوقشت فيها، توثيقاً لها من جهة، وتيسيراً للاطلاع عليها والافادة منها للجميع، من جهة ثانية. وتشكل هذه الحصيلة من عطاء الفكر الجامعي الأكاديمي، زاداً للعاملين في حقل التعليم العالي، على تعدّد مواقع مسؤولياتهم، يقدم لكل المهتمين بتطوير أداء الجامعة لرسالتها، أفكاراً عملية ومقترحات قابلة للتنفيذ، نسأل الله تعالى أن ينفع بها.


--------------------------------------------------------------------------------


الجامعة في خدمة المجتمع
يرتبط تطوّرُ المجتمعات الحديثة وتقدُّمها وازدهارها، بما يصل إليه أداء الجامعات لوظائفها العلمية والأكاديمية، من مستوياتٍ راقيةٍ، ومن درجات عليا في سلَّم التفوّق والتألق والإبداع في شتى حقول المعرفة، وبما تقدّمه لمجتمعاتها ولبيئاتها، من خدمات متميّزة، تؤثر تأثيراً مباشراً، قويّاً ونافذاً، وفاعلاً، في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وبما تُحدثه من تغييراتٍ عميقةٍ في علاقات التفاعل بينها وبين المحيط الاقتصادي والبيئة الاجتماعية، بالقدر الذي يؤدّي إلى تعميق مجرى التقدّم الشامل في حياة الفرد والجماعة.

إنّ الجامعات هي أحد العوامل المؤثّرة إيجاباً أو سلباً، في حركة التنمية الاجتماعية التي هي الدافعُ الرئيسُ للنهوض في كل الميادين، والحافز القويُّ إلى الارتقاء في جميع المجالات، وبخاصة ميادين العلوم والتكنولوجيا، وحقول الصناعة والزراعة والطبّ والهندسة، ونظم الإدارة والاتصالات والمعلوميات، التي لها التأثيرُ الأقوى على النموّ الاقتصادي في مختلف مستوياته. فهذه العلاقةُ الوثيقة بين التطوّر في أداء الجامعات لوظائفها على الوجه المتقن، وبين ارتفاع معدّل النموّ الشامل في الحياة العامة، ينبغي أن تكون حاضرةً ضمن اهتمامات القائمين على التعليم الجامعي والعالي في العالم الإسلامي، ويجب أن تكون أيضاً، من الدوافع القويّة إلى التحرّك في مضمار العمل المخطَّط والمدروس، والهادف إلى الرفع من مستوى تأثير الجامعات في اقتصاديات البلدان الإسلامية، من خلال الربط المُحْكَم بين الجامعة وبين المجتمع، بحيث يتعاظم دور البحث العلمي في كل مستوياته وفي شتى حقوله، في تطوير الصناعات الحديثة التي هي عصبُ الاقتصاد والعمود الفقري للنموّ وللتقدّم، والأساس الراسخ للنهوض الحضاري الذي هو حقٌّ أصيلٌ من حقوق الإنسان.

وبذلك تكون الجامعة في خدمة المجتمع، بالمفهوم العميق والمدلول الواسع، مما يهيّئ للمجتمع امتلاك الشروط الموضوعية للبناء والنماء، ويوفّر له الإمكانات الواسعة للتقدّم العلمي والنمو الاقتصادي والرقيّ الثقافي والازدهار الحضاري، ويفسح أمامه السبل التي تؤدي إلى التنمية الشاملة، الدائمة، المستمرة في تحقيق الأهداف العليا التي تتضافر من أجلها الجهود، على المستويين الحكومي والأهلي.

ووعياً من اتحاد جامعات العالم الإسلامي بهذه الحقيقة، التي هي من حقائق العصر ومن علاماته البارزة، سعى إلى تنظيم ندوة علمية في الجمهورية التونسية، بالتعاون مع جامعة الزيتونة العريقة، حول موضوع : "البحث العلمي الجامعي وقطاعات الإنتاج والتنمية"، وحرصاً على إتاحة الفرصة لجمهور العلماء الباحثين والمهتمين المتابعين، للاستفادة الواسعة من الأبحاث والدراسات والعروض التي قدّمت إلى الندوة، ننشر حصيلة هذه الندوة في هذا العدد الثاني من مجلة "الجامعة". ونسأل الله أن يجعلها مفيدةً وذاتَ تأثيرٍ في محيط البحث العلمي الجامعي، وفي حياة المجتمعات الإسلامية كافة.

والله الموفّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل.


--------------------------------------------------------------------------------


مشكلة التعليم العالي : رؤية حضارية
من أكبر المشكلات الحضارية في هذا العصر وأشدها تأثيراً على التنمية الشاملة، مشكلة التعليم الجامعي والعالي وملاءمته لطبيعة المجتمعات المحلية واستجابته لاحتياجاتها المادية ذات العلاقة الوطيدة بمعدلات التنمية، صعوداً أو هبوطاً، وفي جميع المستويات. ولذلك فإن صفوة من الباحثين المهتمين بمستقبل التعليم في الألفية الثالثة في ضوء المتغيّرات السريعة الراهنة والمتوقعة، يذهبون إلى القول، بقدر كبير من الجزم المدعم بالمنطق الرياضي، بأن الخروج من الأزمات الاقتصادية الخانقة التي تعوق حركة التنمية في البلدان النامية، يتوقف على المدى الذي تصل إليه الجهود التي يبذلها المعنيون بالأمر، على المستويين الحكومي والأهلي وفي الإطارين الاقتصادي التنموي والفكري التنظيري، لمعالجة مشاكل التعليم الجامعي والعالي المعالجةَ التي تستند إلى الرؤية الواضحة إلى طبيعة الخلل وإلى حجم العلل وإلى منهج العمل الذي يجب أن يكون ملائماً تمام الملاءمة، لخصوصيات المجتمع، سواء منها الفكرية أو الثقافية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو النفسية.
وليس إصلاح التعليم الجامعي والعالي، من جنس الإصلاح العام لشؤون المجتمع، ومن باب التدبير السياسي والإداري والمالي للأمور التي تتعلق بالجامعة على وجه العموم، فذاك هو المظهر الخارجي للأزمة، أما في العمق والجوهر، فإن للأزمة طبيعةً خاصةً تستلزم منهجاً فكرياً ورؤيةً ثقافيةً وخططاً للعمل قادرة على إعادة البناء على أسس جديدة، لأن الجامعة أكبر من أن تكون هيكلاً إدارياً ووظيفياً ومالياً وجهازاً تعليمياً عاليَ المستوى فحسب، فهي أولاً وقبل كل شيء، منهجٌ فكريٌّ وعلميٌّ، ورسالةٌ ثقافيةٌ وحضاريةٌ، وفلسفةٌ تربويةٌ وتعليمية، ورؤية مستقبلية مستشرفة لآفاقه الممتدة.

ومن هنا تكتسب هذه المشكلة بُعداً استراتيجياً، لارتباطها الوثيق بالمستقبل، ولصلتها القوية ببناء الإنسان والأوطان من النواحي كافة، ولأنّ علاجها ذو خصوصية تُدخله في صميم الحلول الكبرى ذات الطبيعة الحاسمة والصفة الجذرية والأثر العميق في إصلاح الأحوال العامة على جميع الأصعدة، لا يُستثنى منها صعيدٌ دون آخر.

إن مشكلة التعليم العالي في العالم الإسلامي، هي في الأساس، جزءٌ لا يتجزأ من وضع المجتمعات الإسلامية بصورة عامة، بيد أنها مشكلة حضاريةٌ في المقام الأول، وإنْ كانت الجوانب الإدارية والهيكلية والمنهجية والمالية لا تخلو من تأثير، يتراوح بين القوة والضعف من محيط إلى آخر، على تفاعلات هذه المشكلة وتزيد من تفاقمها. وعلى الرغم من ذلك، فإن العمق الاستراتيجي لمشكلة التعليم العالي، يكمن في المضاعفات والانعكاسات، وفي النتائج والآثار التي تترتَّب على بقاء هذه المشكلة الحضارية العميقة بدون حلول منهجية تنفذ إلى العمق وتعرض للجوهر. إن الحلول الحضارية للمعضلات الإنسانية الكبرى تتجاوز الشكل والمظهر، وترتقي إلى المستوى الأرفع، وتستشرف المستقبل، فهي ليست حلولاً وقتية، يُلجأ إليها للإصلاح الآني ولقضاء الحاجة الملحة نزولاً عند الضرورة القصوى، ولكنّها حلول جـوهرية، تحـسم المـشاكل القـائـمة حسـماً، وتـجتثّ جـذورها من الأساس، بتخطيط يحكمه عقلٌ مدبّرٌ حصيف، وحركة يضبطها منهج رشيد، وبأدوات مُحكمة، وبفهم واعٍ للضرورات والواجبات وإدراك عميق لتبعات المهام والمسؤوليات.

إذا صلحت الجامعة في العالم الإسلامي، سيكون لصلاحها أثر كبير في صلاح المجتمعات الإسلامية، وإذا تطورت الجامعة تطورت بلداننا وتقدمت وحققت ما تطمح إليه شعوبنا من ازدهار ورقيّ. ولن يتم هذا الإصلاح بالحلول السريعة المرتجلة، وإنما يتم الإصلاح العميق الشامل، بالعلاج الحاسم من خلال رؤية حضارية متفتحة ومستوعبة لضرورات العصر ولمتطلبات التغيير ولاحتياجات الأمة وتطلعاتها في الحاضر والمستقبل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق